15 - 06 - 2025

مؤشرات | أخطاء وضع إسرائيل وإيران في كفة واحدة

مؤشرات | أخطاء وضع إسرائيل وإيران في كفة واحدة

من الحماقة الصهيونية أنها تتخيل أن استخدام القوة المفرطة وبدعم امريكي سيحقق لها الاستقرار، بل العكس سيفتح عليها صراعا مباشرا، وحربا لا يمكن التنبؤ بنهاية لها، والمتغيرات الإقليمية تؤكد أن الكيان الصهيوني، لديه إصرار بغباء على فتح جبهات عديدة، بهدف تفردها عسكريا على مستوى المنطقة وتفريغ اي قوى مضادة لها من قدراتها.

ورغم أخطاء النظام الإيراني في كثير من السياسات على المستوى الإقليمي، إلا أنه يمثل قوة مواجهة للصراع الدائم مع الكيان الصهيوني، وسقوط طهران جدلا، من المؤكد أنه ليس في صالح المنطقة، والمحيط العربي منها، بل يضر بمعادلات الصراع القائمة، بالرغم من التدخلات التي شابتها كثير من الأخطاء، في سوريا واليمن والعراق ولبنان.

الكيان الصهيوني ما يريده تركيع إيران عسكريا، واقتصاديا، وهو هدف أمريكي صهيوني مشترك، والسعي نحو تفرد الكيان المحتل بالقوة النووية، لتصبح الوحيدة في المنطقة، وذلك بهدم أي مشروع نووي في المنطقة، وحتى لو كانت مجرد فكرة، ومراجعة جرائم الصهيونية في ذلك كثيرة، مع مختلف دول المنطقة.

مؤكد أن الكيان الصهيوني أراد من العدوان على إيران، افشال المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، وغلق الباب أمام أي توافق بشأن الملف النووي، بالرغم من أن أي اتفاق ستراعي فيه الولايات المتحدة ربيبتها إسرائيل، ورغبتها الرئيسية هي فرض قوتها على كامل المنطقة.

الكيان الإسرائيلي وصل به الأمر أن يضع نفسه في موقع المسؤول عن أمن المنطقة، وتنصيب نفسه عسكري المنطقة وحارسها، متجاهلاً أنه يجر المنطقة إلى حرب شاملة، ومواجهات عسكرية، قد تدفع دولا أخرى للتدخل حماية لأمنها القومي، بعد اختراق أجواء العديد من الدول.

حتما هناك أخطاء وقعت في إيران في هذه الحرب، وهناك اختراقات استخباراتية تم اهمالها على مدى سنوات طويلة، والتي أدت إلى عمليات اغتيالات صهيونية قذرة، وهذا سقوط جرى من طهران على مدى سنوات، وهو ما يجب بحثه ومناقشته، ومحاسبة كل من تسبب فيه، ومن وراءه، وذلك في مرحلة لاحقة.

يبدو أن حسابات الكيان الصهيوني جاءت مختلفة هذا المرة، صحيح أن الضربات الأولى على طهران جاءت قوية، واصابت العديد من الأهداف، إلا أن الردود الإيرانية، - مع استمرار ضربات إسرائيلية-، جاءت مفاجئة للكيان الصهيوني نفسه، وربما الولايات المتحدة الشريك الحقيقي في دعم العدوان الصهيوني، وربما تحدث تطورات من جانب واشطن، لحماية إسرائيل، قبل أن تتدخل أطراف دولية لوقف إطلاق النار.

ومن أهم ملاحظات الحرب بين الكيان الصهيوني وإيران، هو البدء في جانبها الاقتصادي، في مؤشر على تعجيز القوى الاقتصادية، من خلال بدء طهران استهداف منشآت نفطية وبقطاع الغاز، والموانئ، وهو ما ردت عليه قوات الجيش الصهيوني المحتل بنفس الطريقة، ومن الصعب تقييم الموقف حتى الآن، في ضوء ندرة المعلومات، إلا أن هذا سيكون دافعا لدخول أطرف دولية، للتهدئة، فيما قد تشارك واشنطن بدور الحماية للكيان الصهيوني.

ونحن نناقش ونحلل هذا الحرب، يجب ألا نغفل أن الصهيونية هي عدو العرب، وعدو العرب، وأطماعها لا تنتهي، ومن المهم أن نراجع كل تصريحات قادة الكيان الصهيوني على مدى تاريخها، لنقف جيدا حجم هذا الأطماع التاريخية، وليس ببعيد ما أعلنه الإرهابي الصهيوني، "بنيامين نتنياهو" عن أطماع وحدود "الكيان المحتل"، وما عرضه من خرائط في كثير من المحافل.

من هنا، فإن وضع إيران والكيان المحتل في كفة واحدة خطأ كبير، فالفروق واضحة جدا، ولا نستبعد يوما ما إذا ما حقق الكيان الصهيوني أطماعه في إيران، أن يمارس بلطجته على دول أخرى، فالصهيونية لا أمان لها، ومراجعة كل مواقف هذا الكيان تؤكد انه يمثل التهديد الأكبر والأخطر على المنطقة، وباعتراف كل الأطراف بشكل علني أو من خلف المكاتب، سواء تلك الدول التي لها علاقات بالكيان الصهيوني، أو غيرها.

----------------------------------

بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | أخطاء وضع إسرائيل وإيران في كفة واحدة